الجيش العراقي الأصيل في سطور
في ذكرى أعظم انتصاراته وعبر أروع تلاحم جماهيري وطني عرفه تاريخ العراق الحديث النصر العراقي العظيم8/8/1988
الباحث :- اللواء الركن مهند العزاوي رئيس مركز صقر للدراسات.
مركز صقر للدراسات-قسم الدراسات العسكرية-8/8/2008
تمر علينا اليوم الذكرى العشرين لأكبر ملحمة جماهيرية وطنية خالدة في أذهان العراقيين ملحة النصر العراقي العظيم في الحرب الإيرانية العراقية, ونسجل وقفة عرفان وعز وإكبار لشهداء العراق وشهداء جيشه الأصيل الباسل الذي سطر أروع ملاحم الصمود والنصر في حرب دموية ضروس دامت ثماني سنوات لعبت فيها دول الشر دورا كبيرا لإشعال فتيلها واستنزاف موارد وقدرات دولتين شعوبهم أسلامية؟ ومهما كانت الأسباب والدوافع والمعطيات الظرفية لاندلاع الحرب فهي بكل الأحول أحدى دسائس وخفايا التخطيط الإستراتيجي الأمريصهيوني وبداية تحالفات سرية وعلنية إقليمية وعربية منفذة بذلك المرحلة الأولى من استراتيجية الأمن القومي200 التي أعدها وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر عام1974م وتنص بنودها السيطرة على منابع النفط والتواجد العسكري في الخليج العربي,وأعقبتها المراحل اللاحقة التواجد العسكري المتكامل غزو العراق واحتلاله.
يصنف الجيش العراقي الأصيل كجيش تقليدي من جيوش دول العالم الثالث وهو مؤسسه عسكرية مهنية محترفة عريقة فوق الميول والاتجاهات تستمد قوتها من الضبط العسكري وفقا للعقيدة العسكرية العراقية ذات الطابع المهني الوطني والقومي والمؤمنة بثوابت الدين الإسلامي الحنيف دين الدولة الرسمي في العراق, وينطلق من موقعه الجيو عسكري في المنطقة والعالم.
أنجبت هذه المؤسسة عبر تاريخها عدد من القادة السياسيين( ملوك, رؤساء دول, رؤساء حكومات , ووزراء , وقادة عسكريين متميزين) وكانت تسعى دوما لبسط الأمن وفرض القانون وحماية المقدسات الأسلاميه وحماية حقوق الشعب العراقي وفق سياقات مهنية محترفة, واستطاعت ترصين أداء الدولة العراقية عبر تاريخها الحديث حتى قبيل غزوالعراق2003 وتمكنت من كسب ود وثقة ومحبة وتأييد وإعجاب الشعب العراقي والعربي والعالم لمآثره على الصعيد الوطني والعربي وتحقيق عنصر التوازن في معادلة الصراع العربي في المنطقة متناسقا مع متطلبات الأمن القومي العربي والدولي, وقد نفذ أهم المناورات الحربية والانتصارات في تاريخ المنطقة بدرجة أداء عالية جدا وبصماته واضحة لكل المحللين والمراقبين على المستوى الدولي والعربي والمحلي من جميع النواحي الستراتيجية والسوقية والعملياتية تجاه حروب قدر الله أن يكون فيها الجيش العراقي أمام عدو دوما متفوق عليه بالعدد والعدة(قوى للطرفين) والبعد الديموغرافي وضيق المناورة الاستراتيجية وتعقيدات مسارح العمليات وتحديدات ساحة الحركات العراقية بمختلف اتجاهاتها ليسجل الجيش العراقي تفوقا ساحقا وتفوق على المعادلات النظرية والخطط العسكرية القياسية ويسحق كل سياقات الحسابات العسكرية التقليدية والتصدي لتفوق القوه المعادية ويخرج منتصرا على أعدائه مسجلا ملاحم في سجل تاريخه المتخم بالانتصارات العسكرية ويستحق ما يطلق عليه (أسطورة العرب)
نذكر أحدى ملاحم التصدي البطولي للجيش العراقي ضد العدو الأمريكي عندما تمكنت أحدى فرق الحرس الجمهوري من إيقاف تقدم الفيلق السابع الأمريكي في معركة خط التشريق (easting73)الشهيرة والتي وثقها مؤرخ عسكري مشهور الدكتور (ستيفن بورك) بكتابه(تصحيح الأساطير عن حرب الخليج) ويصف فيها الصفات القتالية الكبيرة والغير تقليديه للمقاتل العراقي الذي استطاع في احد المواقف تسلق الدبابات الاميركيه بهدف تدميرها مما اضطر طاقم هذه الدبابات تصيب بعضها الآخر باستخدام نيران الحدس(searching fire) فشلا في معالجة المهاجمين الذين نجحوا في تسلق الدبابات ومعالجتها هذه عينه من آلاف البطولات والمآثر لملاحم الجيش العراقي الأصيل خاض معارك شرسة وضارية خرج منها منتصرا.
سطر جيشنا الباسل ملاحم تاريخية في قتاله ضد الصهاينة و الولايات المتحدة ومن تحالف معهم بالسر والعلن, ودافع عن حياض الوطن والأمة العربية دافعا بطوليا سجله التاريخ ملاحم وأساطير تتناقلها الأجيال عبر التاريخ مما أدخله "دائرة الاستهداف العسكري والسياسي" لأكثر من محور معادي مباشر وغير مباشر ومحتمل, بل ودخل دائرة الاستهداف السياسي لأكثر من دولة مما جعلته في دائرة المواجهة وتحديات ذات أبعاد سياسية وحزبية تقدمها عناصر تدين بالولاء في الموقف والرأي والتوجه المكان والزمان لدول أجنبية, وتشترك في العداء والاستهداف والاستنزاف والتدمير لهذه المؤسسة العريقة التي رفدت وأغنت المؤسسات العسكرية الدولية المختلفة دروسا ونظريات عملياتية وخطط يتم تدريسها لأجيال قادمة, و يمثل الجيش العراقي الرقم الصعب في معادلة التوازن والأمن والاستقرار في العراق عند تحريره بأذن الله ومقارنة مع الفشل العسكري والسياسي لقوات الاحتلال المتخمة بمقومات الجيش الذكي الحديث والتي عجزت عن تطبيع احتلال العراق لحد الآن وتتخبط من موقف إلى أخر ومن تكتيك إلى استراتيجيه وتوهم نفسها بالنجاح, ومن مقاييس الفشل العسكري والسياسي الأمريكي بملف العراق الأمني والسياسي تبرز من خلال جرائمها ومجازرها في العراق التي تتصف بالدموية والوحشية وهذا الاحتلال الهمجي الفاقد للشرعية الدولية وفقا للقوانين والمعايير الدولية المنصوص عليها من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن (مجموعة المنتصرين في الحرب العالمية الثانية) وكما أوردته بنود اتفاقيات جنيف 1949وغيرها من البروتوكولات والمعاهدات الاضافيه التي تلزم أي قوات عسكريه غازيه محتله طريقة للتعامل مع المدنيين العزل وأسرى الحرب وتجنبهم نيران العمليات العسكرية تطبيقا لمبادئ الجندية وتظهر هذه القوات كمجموعه من قطاع الطرق واللصوص أو آكلي لحوم البشر من خلال ممارسات التعذيب في أبي غريب والمجازر الجماعية ضد المدنيين واغتصاب الرجال والنساء وإعدام عوائل عراقية بالكامل ..الخ دليل واضح المعالم على سادية ووحشيه الجيش الأمريكي الذي يتفاخر به رئيسه بوش وبأدائه في تطبيق مشروع تيار المحافظين الجدد ( القرن الأمريكي الجديد),وقد كان قرار غزو العراق بسب-معتقدات جوهريه-حسابات جيو استراتيجيه أوسع نطاقا-رؤية ايديولوجيه-غزو العراق سيكون جدير بتكبد عناء دفع ثمنه.
لم يكن قرر بر يمر الحاكم السياسي لإدارة الاحتلال في 16/5/2003 حل الجيش العراقي وجميع مؤسساته ذات الصلة من قريب أو بعيد بالمؤسسة العسكرية العراقية (عملية إعادة هيكلة البلاد سياسي) صدفة أو مراهقة سياسية أو خطا كما يزعم الأعلام الموجهة, هذه الخطوة متوقعة كنتيجة تبعية وقانونية للاحتلال ولان فرسان الجيش العراقي الأصيل يرفضون التعامل مع قوات الاحتلال ويسمحون لهم التحكم بمقدرات العراق أو الرضوخ وتطبيع الاحتلال والقبول بسياسة الأمر الواقع الذي تحاول دوائر الاحتلال فرضها من خلال التأثيرات والاستعانة بقوى لها مصالح في تدمير العراق وتقسيمه وقتل شعبه وتجويعه للضغط عليهم ومحاولة استمالته للانخراط في ركب الاحتلال وهذا خلافا للقسم والروح القتالية الوطنية التي يتمتع بها منتسبي الجيش العراقي الأصيل(عند تخرج الضابط من الكلية العسكرية –الأركان-الحرب-الدفاع الوطني يؤدي القسم أمام الله والشعب أن يكون أمينا وحارسا ومدافعا بدمه عن دينه ووطنه العراق وشعبه) ويعاتب محبي الجيش العراقي عتاب وعشم محبين حول ما آلت أليه نتائج الصراع المسلح ضد قوات الاحتلال وأسباب عدم الصمود لمدة أطول أو دحر الاحتلال, وهذا حق شعبنا علينا بالرغم من ان أبواق الاحتلال( الخلايا النائمة) تؤجج هذا المنظور لخلق فجوه بين الجيش والشعب,ولان مهمة القوات المسلحة الدفاع عن الوطن وفق أبجديات أعداد الدولة للحرب, وتشير إلى حشد جميع الموارد وتنسيق كافة الجهود في التصدي للعدوان الخارجي أي النفير العام واندماج المنظومة المدنية بكافة مفاصلها مع المنظومة العسكرية وكذلك المنظومة الجماهيرية وقد افتقدت للدقة والتخطيط والتنظيم السليم مما حدى لإفراط عقدها الذي لم يكتمل ولم يتحقق في ظروف تعرض الوطن لحرب مصيرية ليس فيا سوى خيارين النصر أو الخسارة, ولكن ابرز الأسباب الرئيسية وذات الأهمية التي لايمكن تجاوزها هو الفرق الكبير في القدرات والإمكانيات العسكرية والتسليحية وحجم ونوع القوات فان جيوش الاحتلال( مجموعة جيوش أو جبهات غالبيتها من الدول المتطورة تنظيما وتسليحا ومهيأة منذ الحرب الباردة ومنحت لها تسهيلات عسكرية من أراضي عربية)وهذه القوة العسكرية الضخمة يطلق عليه الجيش الكوني- حرب النجوم, وكما نعلم إن العراق من جيوش العالم الثالث وجيش تقليدي لا يرتقي لمستوى الصراع المسلح الكوني الذي تنتهجه الولايات المتحدة في حروبها الإستباقية ومن تحالف معها وهنا يبرز الفرق بوضوح فرق كبير وشاسع ولا يقبل المقارنة بين الجيش العراقي ومجموعة جيوش الشر ناهيك عن افرازات الحصار الاقتصادي منذ عام1991الذي جعل من الجيش العراقي متخلف علميا وتقنيا وتسليحيا من جميع الجوانب ويقع تحت تأثير الهجمات الجوية اليومية المستمرة على مدى24ساعة(سيادة جوية مطلقة) من سلاح الجو والصواريخ الأمريكية أي إستننزاف يومي وتجريد للمفاصل القتالية للجيش العراقي وهذا يعطي انطباعا بما لا يقبل الشك إن الجيش العراقي يقارع جيش كوني منذ عام1991 وحتى غزو واحتلال العراق عام 2003 ويخوض صراع مسلح دام 12 عام مع الحصار والحملات العسكرية للاعوام1992/1993/1996/1998 وهذا ما لا يتحمله أي جيش متطور في العالم ؟
نبذه عن تاريخ الجيش العراقي
No comments:
Post a Comment