عماد رجب
فوجئت و أنا أتابع جريدة البديل المصرية بمقال للدكتور احمد محمد صالح بعنوان " صناعة الكراهية الإلكترونية بين العرب واليهود" بتاريخ 21 يونيه 2008 , والذي اقل ما يقال عنه انه صدمة وانه مقال تطبيعي من الدرجة الأولي, لا يهدف إلا لمنع وحجب أي فكر معارض للوجود الصهيو أمريكي في المنطقة , ووصمه بالإرهاب , مع ضرورة مراجعة مواقعنا التعليمية والدينية , خاصة ما يقدم للأطفال, وخوفه من وجود بعض الآيات التي تقول حقائق عن جرائم اليهود مع أنبياء الله , والذي ذكرني بفكر الإسلام الليبرالي , الذي تروج له أمريكا و مركز رند , والذي يهدف بالدرجة الأولي لإيجاد بدائل للمرجعيات الشرعية في العالم الإسلامي , تكون أكثر ولاءا للغرب , وتعترف بحق اليهود في التواجد علي ارض فلسطين وغيرها , مع قبولها بحجب وتعطيل بعض الإحكام التي لا تتوافق مع منهجها في غزو الشرق فكريا.
فيقول " أما عن الطرف الثاني العرب والمسلمين هل هم ضحية لتلك الكراهية؟! أم هم أيضا فاعلون يمارسون كراهية اليهود؟! ويضيف " يردد بعض العرب والمسلمين في المنتديات الإلكترونية كراهية اليهود واستحقارهم، ويسعون جاهدين أن يزينوا ما يقولون بآيات قرآنية.
ومعظم المواقع العربية علي الإنترنت مواقع ذات طابع ديني،سلفية التوجه وهابية الفكر، حني المواقع التي لا تعلن عن هويتها الدينية نجد الدين فيها حاضراً في كل قضاياها. وفي كل تلك المواقع نجدهم يصفون اليهود بأنهم كفار، وأنهم أعداء الإسلام، بل لا يعترفون بمجرد حق اليهود بالعيش كبشر ويصفونهم دائما بالقردة والخنازير. "
ولن أوضح ما بين السطور فالكل يعرف , والكل يشم رائحة نتنه , خلف هذا الكلام الذي يحاول به كأن يصف اليهود بأن لهم الحق في العيش , نعم سيد صالح لهم الحق في العيش لكن أين؟؟؟ في فلسطين؟؟ لا إن ما تقوله وبهذه الطريقة يعتبر تدليسا و اخفاءا لحقائق ثابتة لا ينكرها غير مدلس أو صاحب مصلحة , فاليهود الموجودون في فلسطين إرهابيين , ومحتلين , وكل الأسلحة المتاحة مباحة لإخراجهم من بلادنا رضيت أم أبيت , وما يفعله العرب مقاومة لا إرهابا , وان ما يفعله الصهاينة والأمريكان هو الإرهاب بعينه , خاصة انه يري الاستعمار الأمريكي للعراق تحرير و كتب مهنئا بالذكري الثانية للاحتلال الأمريكي للعراق في مقاله بعنوان متى تسقط بقية التماثيل؟ .. اتفقنا أو اختلفنا مع صدام فهذا شيء والتواجد الأمريكي شيء آخر يجب أن نقف جميعا ضده ,معارضون لصدام أو راضون عن أفعاله, لان هذا التواجد احتلال, وليس له مسمي آخر كما يروج له أصحاب العقول المتامركة , والمشاريع الممهدة لاحتلال بلد عرب جديد .
صدمت حقيقة أن أجد مصريا يتكلم بمثل هذا الكلام ويخاف أن تظهر علي الشباب بعض السمات الصالحة كالنخوة والرغبة في الدفاع عن فلسطين والعراق وغيرها من بلداننا المسلوبة , التي يبدو أن الكاتب لا يعرفها ولا يسمع عنها كما يعرف عن تل أبيب وكتابها , وبدلا من أن يقدم نصائحه لمرتادي مواقع العهر السياسي بات ينصح بعدم الدخول للمواقع الإسلامية وكأنها تصبب له تقيحات , وبرغم اعتراضي الشخصي عل بعض ما يقدم بهذه المواقع إلا أن ما تحدث عنه السيد صالح قد خالفه فيه التوفيق عن سوء قصد ربما
ثم ينتقل الكاتب إلي نقطة أخري معتبرا أن حقائق التاريخ والقصص القرآني غير مفسده للأطفال وهو قول الأمريكان عندما بحثوا عن تنظيمات تحل محل الأزهر وغيره من المرجعيات الإسلامية , ليزد الطين بله , ويصبح الدين الإسلامي هشا يمكن السيطرة علي أحكامه عبر شبكات الإسلام الليبرالي التي يصنعونها , فيستطيعون السيطرة عليه, حيث نصحوا بمنع تدريس آيات الجهاد, والآيات الخاصة بمكر وظلم اليهود, وها هو يطالبنا بعدم تعليمها لأطفالنا قائلا" وفي موقع "أولادنا" ( awladnaa) للأطفال التابع لحركة الإخوان المسلمين في مصر يخصص بعض صفحاته لغرس كراهية اليهود في قلوب الأطفال. ضمن وصلة علوم ومعارف وتحت بند "هل تعلم؟" أيها الطفل المسلم؟ أن اليهود قتلوا 25 نبياًَ من أنبياء الله، "هل تعلم أن اليهود المجرمين أكثروا من سب وشتم ربنا عز وجل.." "هل تعلم أن اليهود حاولوا قتل رسولنا الحبيب-ص- عدة مرات ولكن الله حفظه من مكرهم". هل تعلم أن الفساد والانحراف المنتشر في العالم اليوم هو من فعل وتدبير اليهود الذين يريدون أن يضلوا الناس عن سبيل الله". "هل تعلم أن اليهود الذي يحتلون أرضنا ومقدساتنا في فلسطين الحبيبة يدبرون لاحتلال باقي ديار المسلمين" "ويخططون لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات للنيل ويريدون هدم قبر رسولنا الحبيب".
أليست هذه حقائق يا سيد صالح؟؟ أليس هذا درسا نفسيا للأطفال كي يخرج فيهم من يدافع عن مقدسات تركتها ورحت تروج لليهود متناسيا دير ياسين وصبرا وشتيلا وغيرها من الجرائم تحت حجة أن اليهود شيء والصهاينة شيء أخر.
نعم معك حق فهناك نسبة لا تزيد عن1% من اليهود يعارضون الحرب علي أطفال فلسطين لكنهم لا يمانعون في ضرب مصر وسوريا للتوسع , نعم هناك واحد بالمائة ليسوا صهاينة لكنهم مع احتلال فلسطين الذين دعموا إسرائيل وصوتوا لضرب الفلسطينيين يوم اختاروا حكومات فاشية سواء في إسرائيل أو خارجها , و متى أتي الكيان الصهيوني بحكومة تسعي للسلام جديا ؟ وكيف تأتي حكومة ترغب في سلام سيهدد عرشها المبني علي قرارات ظالمة إرهابية استعمارية
و يبدو انك خلطت هنا بين اليهودي واليهودي الموجود علي أرض فلسطين , فبت تضعهم جميعا بسلة واحدة وتطلب منا بالصفح والسلام مع أعداء سلبوا الأرض وتقلوا واغتصبوا وأبادوا امة كاملة
أليس ما تقوله نكته سمجة تحتاج إلي إعادة صياغة لتكون أكثر إضحاكا , أتمني أن تكون الرسالة قد وصلت إليك بعد أن تنظر علي الخطين الأزرقين بالعلم الصهيوني , وتراجع مواقف يهود الغرب الداعمة لإسرائيل والتي من كثرتها لن ارددها وأنصحك مراجعة مقالي عن " دور اليهود في التأثير علي مراكز صنع القرار العالمي " والمنشور بجريدة البلاد الأمريكية وشرق وغرب التي أغلقت لأنها تكشف فضائح الصهاينة والموثق بالعديد من المراجع الأجنبية التي تثبت أن ما تدعو له باطل.
كاتب مصري
من مدونة عماد رجب
نشرت بجريدة شباب مصر العدد 115 الثلاثاء 8يوليو2008 م - 5رجب1429 هـ السنة الثالثة الصفحة 15